الجمعة، 16 مارس 2012

كوريا الشمالية تقول انها ستطلق صاروخا بعيد المدى


وأعلنت كوريا الشمالية خطط لتفجير الجمعة قمرا صناعيا الى الفضاء على ظهر صاروخ بعيد المدى، في خطوة استفزازية يمكن أن يعرض للخطر اتفاق أسابيع من العمر مع الولايات المتحدة وتبادل المساعدات الغذائية للحصول على تنازلات نووية - بيونغ يانغ، كوريا الشمالية (CNN).وافقت كوريا الشمالية على وقف إطلاق بعيدة المدى كجزء من اتفاق مع واشنطن، لكنه يقول ان عملية اطلاق قمرها الصناعي هي جزء من برنامج الفضاء السلمية التي هي معفاة من أي اتفاقات نزع السلاح الدولية. الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وغيرها من النقاد يقولون ان تتداخل مع استخدامات تكنولوجيا الصواريخ محارب وندين برنامج الأقمار الصناعية وسيلة مقنعة لاختبار صاروخ عسكري في تحد لحظر الأمم المتحدة.إطلاق المقرر عقده بعد ثلاث سنوات من اطلاق مماثل في نيسان 2009 ووجه انتقادات على نطاق واسع.وحثت اليابان كوريا الشمالية على التخلي عن إطلاق أحدث واصفا ذلك بأنه انتهاك لقرار الأمم المتحدة فرض قيود على استخدام لكوريا الشمالية تكنولوجيا الصواريخ البالستية، وكوريا الجنوبية دعا تخطط بأنها "استفزاز خطير".وقال متحدث باسم اللجنة الكورية لتكنولوجيا الفضاء ومن المقرر ان الاقلاع لمدة تتراوح بين 12 أبريل و 16 من لوحة غرب إطلاق الساحل في شمال مقاطعة فيونغان لاختبار تكنولوجيا الأقمار الصناعية، في بيان نقلته وسائل الاعلام الرسمية.هذه الخطة تأتي في كوريا الشمالية تستعد للاحتفال 15 أبريل المئوية لميلاد مؤسسها كيم ايل سونغ. وقد أدى حفيد كيم، كيم يونغ أون، والأمة من 24 مليون شخص منذ والده كيم جونغ ايل، توفي في ديسمبر كانون الاول."نافذة لإطلاق المهم من حيث السياسة الداخلية في الشمال"، وقال دانييل بينكستون وهو خبير في برامج الأسلحة لكوريا الشمالية في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات. وقال ان اطلاق يساعد على إبراز قدرات كوريا الشمالية العسكرية وتعزيز حكم كيم الوليدة.وكان كيم جونغ ايل قد تهيأ الابن لتولي منصب زعيم منذ اصابته بجلطة في المخ في عام 2008. وأظهرت لقطات بثها الجمعة التلفزيون التي تديرها الدولة كيم يونغ أون مراقبة اطلاق الصواريخ عام 2009.مثل هذه التجربة تهدف إلى تعزيز وحدة وطنية في الداخل من خلال إثارة توترات جديدة من شأنها أن تسمح قيادتها لتصوير البلد والتي تعاني من القوى المعادية. وقال بينكستون اختبار نووي ثالث يمكن أن يكون القادم.وقال ان اطلاق يعرض للخطر أيضا المساعدات الغذائية مؤخرا اتفاق مع الولايات المتحدة،."لا أستطيع أن أرى كيف أن الولايات المتحدة تسير على تقديم هذه المساعدات الغذائية،" قال. "أعتقد أن هذا هو الذهاب الى قتله."ووافقت كوريا الشمالية في الشهر الماضي لوقف تخصيب اليورانيوم، ومكان لوقف التجارب النووية والصواريخ بعيدة المدى، والسماح لعودة المفتشين الدوليين في مقابل الحصول على المساعدات الغذائية التي تشتد الحاجة إليها.تخصيب اليورانيوم هو الطريق الوحيد لصنع قنابل ذرية. في كوريا الشمالية الماضية تسليح أيضا البلوتونيوم لقنابل نووية.دعت كوريا الشمالية في أبريل 2009 شن محاولة لإرسال قمر صناعي للاتصالات في الفضاء، بل كان ينظر على نطاق واسع في الغرب باعتباره انتهاكا لقرارات مجلس الامن الدولي التي تحظر كوريا الشمالية من الانخراط في النشاط النووي والصاروخي.بعد وقت قصير من إطلاق 2009 من محطة الساحل الشرقي، أعلنت بيونغ يانغ أنها ستتخلى عن الدول الست مفاوضات بشأن تقديم مساعدات شمال والتنازلات في مقابل نزع السلاح النووي. وبعد عدة أسابيع، وأجرت كوريا الشمالية تجربة نووية، والثانية في ثلاث سنوات - كسب النظام تشديد عقوبات الامم المتحدة.وقال الياباني اوسامو كبير امناء مجلس الوزراء Fujimura في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة ان اليابان أنشأت فريق عمل إدارة الأزمات في مكتب رئيس الوزراء لمراقبة الوضع وتتعاون مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.واضاف "نعتقد اطلاق سيكون خطوة لتتداخل مع جهودنا نحو إقامة حوار، ونحن نحث بقوة كوريا الشمالية على عدم تنفيذ عملية اطلاق القمر الصناعي"، قال.واليابان هي جزء من محادثات نزع السلاح المتوقفة الآن السداسية التي تهدف إلى تخليص كوريا الشمالية من برنامجها للاسلحة النووية. الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والصين وروسيا هي أيضا أطراف في المحادثات.كوريا الشمالية فخورة لبرامجها النووية والصاروخية، التي تدعي أنها ضرورية لحماية نفسها ضد الولايات المتحدة، التي تنشر اكثر من 28000 جندي في كوريا الجنوبية ولها قوات آلاف آخرين، فضلا عن السفن الحربية التي تعمل بالطاقة النووية في آسيا والمحيط الهادئ .خاضت كوريا الشمالية والولايات المتحدة على طرفي نقيض في الحرب الكورية لمدة ثلاث سنوات، والتي انتهت بهدنة في عام 1953. انهما لم توقعا معاهدة سلام.ويعتقد ان كوريا الشمالية تمتلك ما يكفي من البلوتونيوم إلى سلاح لمدة اربع وثماني قنابل "بدائية" الذري، وفقا لسيغفريد هيكر عالم من مركز الأمن والتعاون الدولي في جامعة ستانفورد.بيونغ يانغ كما أعلنت في 2009 أنها ستبدأ تخصيب اليورانيوم، وكشفت عن منشأة لهيكر وكوريا الشمالية الخبير روبرت كارلن خلال زيارة نوفمبر 2010 في مجمع يونغبيون النووي.وقال المتحدث باسم والفضاء في كوريا الشمالية لجنة يقام قمرا صناعيا Kwangmyongsong-3 مصممة ليدور حول الأرض على متن صاروخ-3 Unha من محطة Sohae في مقاطعة Cholsan. ووصفه بانه "عمل" الفضائية التي كان تحسنا السابقتين الأقمار الصناعية "التجريبية".وقال المتحدث ان كوريا الشمالية ستلتزم الأنظمة الدولية التي تحكم إطلاق الأقمار الصناعية لأغراض "سلمية" العلمية والتي تم اختيارها في مدار لتجنب الحطام الاستحمام في الدول المجاورة.قدمت كوريا الشمالية إشعار مماثل في عام 2009، لكن أطلق صاروخ فوق اليابان على الرغم من التحذيرات من زعماء العالم أنه سيضع البلاد على طريق العزلة.في عام 2009، وقالت كوريا الشمالية قمرا صناعيا تجريبيا للاتصالات محمولة على صاروخ من ثلاث مراحل-2 Unha تم ارساله الى الفضاء اللعب "سونغ ايل سونغ كيم الجنرال" و "نشيد الجنرال كيم ايل جونغ".وقالت كوريا الشمالية الولايات المتحدة الأمريكية قيادة الدفاع الجوي وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية لا الأقمار الصناعية جعلت من وضعها في المدار.في سيول، اعلنت وزارة التوحيد انه ليس لديها تعليق يوم الجمعة. كوريا الجنوبية ومن المقرر أن تستضيف قمة الأمن النووي في سيول في غضون أسبوعين، وكان من المتوقع البرنامج النووي لكوريا الشمالية التي سيتم مناقشتها على هامش تجمع لزعماء العالم.

البدائل الممكنة لما بعد سلسلة من المفاوضات "الفاشلة" حول الصحراء



اختتمت حلقة أخرى من سلسلة جولات لأطول مفاوضات دون إحراز أي تقدم لحل النزاع في الصحراء أحد أطول نزاع في العالم، سوى الاتفاق عن عقد جولة أخرى، لا جديد فيها غير تغيير مكان انعقادها من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أوربا في يونيو ويوليوز 2012.
إن استقراء في التوجهات الكبرى للعلاقات الدولية تؤكد أنها لا تزال تبقي قضية الصحراء خارج أولوية أجندتها، ولاسيما لدى مجموعة الدول أصدقاء الصحراء، فضلا عن ذلك فإن فشل الجولة التاسعة غير الرسمية كانت مسألة متوقعة بل وطبيعية، لكونها تأتي أياما قليلة على تقديم الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون تقريره حول الصحراء، والذي على ضوئه يتحدد وضع البعثة الأممية إلى الصحراء ـ المينورسوـ. إضافة إلى تصلب موقف البوليساريو وهو ما جعل كريستوفر روس يعلن عن جولة جديدة له إلى المنطقة لتشجيع كافة الأطراف للدخول إلى المفاوضات بإرادة سياسية حقيقية لإيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء.
وبعد توالي فشل سلسلة طويلة من المفاوضات حول الصحراء بعد أزيد من 12 اجتماع رسمي وغير رسمي، يقضي ضرورة طرح عدد من التساؤلات بشأن البدائل التي لا تزال ممكنة في جعبة الأمم المتحدة لحل النزاع في الصحراء، غير دعم المغرب للشروع في تنزيل مقترح منح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا موسعا بمواصفات دولية تستوعب الخصوصية الجهوية للفضاء المغاربي.
وذلك وفقا لاعتبارات موضوعية منها كون مبادرة الحكم الذاتي يؤمن احترام الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للأفراد، فضلا عن تجاوبه والرؤية المستقبلية لضمان استقرار محيط المنطقة المغاربية لتكون خالية من بؤر التوتر المشجعة على التطرف واحتراف الجرائم العابرة للحدود ولا سيما خطر الإرهاب المستشري في منطقة الساحل والصحراء.
ولقد تأكد أيضا أن إمكانية الانتقال نحو المفاوضات الرسمية يبقى بعيد المنال في ظل سياسة تشنيج الأجواء التي تنتهجها جبهة البوليساريو بإيعاز من داعمها الكبار في منظومة العلاقات الدولية التي تريد الإبقاء على الوضع القائم، وخدمة لهذه القوى الدولية الكبرى تعلن الجبهة عن برنامج مستقبلي يقضي بتمويل مشاريع زعزعة الأمن والاستقرار داخل الأقاليم الصحراوية، وإسناد ذلك بادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في أفق إعادة تقوية موقفها التفاوضي المتلاشي بعد انهيار ممولها الرئيس نظام معمر القدافي. وهو ما يعني أن الجبهة مأمورة لإطالة أمد الصراع.
وعليه فإن استمرار الموقف التقليدي لجبهة البوليساريو يبقى مقصود، مادام أن الدخول في مفاوضات رسمية لن يكون في صالحها بعد ترهل وضعف موقفها التفاوضي، ولذلك تبقي الرهان على "استراتيجية الإنهاك" بالعمل على إفشال أي مسعى لنجاح المفاوضات، وذلك في أفق أن تتمكن من إعادة تقوية موقفها عبر الورقة الحقوقية، ولا سيما سعيها لدفع المنتظم الدولي إلى توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسانية في الصحراء.
وإذا كان المغرب قد قدم تنازلات بالمقارنة مع مواقفه التاريخية -(اعتبار قضية الصحراء مسألة مقدسة لا تخضع لأي مساومة)-، وذلك في سياق إبداء مرونة واقعية عبر مقترح منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا، إلا أنه بمقابل من ذلك واصلت البوليساريو تعصبها لموقفها المتطرف الداعي إلى الانفصال عن المغرب.
ولعل تلك المرونة التي أداها المغرب، قد فكت عنه تحديات وعقدة الشرعية الدولية التي تستند إليها جبهة البوليساريو ولا سيما مبدأ تقرير المصير، ولذلك شكلت مبادرة الحكم الذاتي تطورا جديدا في معنى تقرير المصير فلم يعد يعني الانفصال فقط بل تقرير المصير في إطار السيادة الوطنية الواحدة.
هذه المرونة المغربية سجلت أيضا خلال الجولة التاسعة من المفاوضات غير الرسمية بقبوله مناقشة المسألة المتعلقة بالكتلة الناخبة، تنفيذا لاستراتيجيته "رابح- رابح"، في سيعها مساعدة البوليساريو على إيجاد مساحة للتفاوض تتجاوز موقفها التقليدي (الانفصال).
وإذا كانت الجولات غير الرسمية من المفاوضات تركز على القضايا الإنسانية ولا تصل إلى مستوى الوصول إلى حل للنزاع، إلا أنها تشكل بالنسبة للبوليساريو فضاء لتسويد الصورة الحقوقية للمغرب. وفي هذا الصدد تكثف اليوم الضغط في اتجاه إقناع الرأي العام الدولي بما تعتبره حتمية توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان. وإذ هي تناور من أجل الوصول إلى هذه الغاية عبر استثمار توصية التقرير الأخير لبان كيمون حول الصحراء المتعلقة بالسماح للمراقبين والإعلاميين الدوليين من زيارة الأقاليم الصحراوية دون قيد أو شرط، إلا أن ذلك يعد القشة الأخيرة التي تتمسك بها لانقاد موقفها المتلاشي لدى الرأي العام المحلي والدولي.
إن المتتبع لنهج دبلوماسية جبهة البوليساريو في هذا الإطار يلفيها أكثر كفاءة ودربة في استثمار المكاسب على قلتها بالمقارنة مع الدبلوماسية المغربية التي لم تستطع تطويق ادعاءات البوليساريو بالتركيز على تقارير صحفية وميدانية تشير إلى ارتكاب الجبهة لانتهاكات حقوقية جسيمة في محتجز تندوف.
ويمكن القول أن الجبهة تحقق تقدما حثيثا في هذا الصدد، ولعل ذلك هو ما يفسر قيام الدبلوماسية الأمريكية والبريطانية بزيارة إلى الأقاليم الصحراوية التقيتا خلالها بمسؤولين محليين ومنتخبين ونشطاء حقوقيين لتقييم الوضع الحقوقي هناك.
وهو ما يعني أن دبلوماسية جبهة البوليساريو لا تزال قادرة على إقناع دول أصدقاء الصحراء بادعاءات قيام المغرب بانتهاكات حقوقية في الأقاليم الجنوبية، وهي ادعاءات تقتضي البحث في سبل التصدي لها عبر التسويق لمجهودات المغرب التي يقوم بها لضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الأقاليم الجنوبية انطلاقا من رؤية شمولية لمسار تطور حقوق الإنسان في المغرب لا سيما بعد الإصلاحات السياسية والدستورية التي قام بها.
وعليه، فإن الدبلوماسية المغربية تبقى في الحاجة إلى مزيد من تنفيذ "استراتيجية دفع الخصم إلى الحائط" لتفادي تحديات لعبه على الورقة الحقوقية التي تجد تعاطفا لدى الرأي العام في وقت الربيع العربي، حيث تمتلك الدبلوماسية المغربية العديد من وسائل تضييق الخناق على الجبهة عبر تحشيد التأييد الحقوقي لتنفيذ توصيات الأمم المتحدة المتعلقة بإحصاء سكان مخيمات تندوف، إضافة إلى التنبيه الهيئات الحقوق على استمرار البوليساريو على قرار نفي مصطفى ولد سلمى خارج المخيمات بعيدا عن أهله، فضلا عن أدلة تؤكد ارتباط أعضاء من البوليساريو بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وكذا المتاجرة في المساعدات الغذائية الدولية المقدمة لسكان المخيمات.
ويبقى أيضا التحدي الحقوقي قويا على الموقف التفاوضي للمملكة من حيث أنه يسحب التأييد الدولي الذي كسبته بعد تقديمها لمبادرة منح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا موسعا.
إن المغرب معني بمزيد من الحذر من الوقوع في ارتباكات قد تكون جد مؤلمة على موقف التفاوضي، لأنها قد تفضي هذه المرة إلى إجماع دولي يقضي بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل حقوق الإنسان في الصحراء. وإذا وصلت البوليساريو إلى هذا الهدف فإنها ستواصل مفاوضاتها عبر استراتيجية الإنهاك باستثمار الأنشطة السياسية لانفصاليي الداخل وتسويقها باعتبارها مطالب حقوقية، وحينها يصبح وضع المغرب كالمساك على الجمر.